عقد الإخوان المسلمون مؤتمراً تحت شعار «أمة فى خطر» وأعلنوا فيه أنهم يمدون يد التعاون لكل القوى السياسية المصرية!!، فركت عينى وسلكت أذنى وقرصت ذراعى لأتأكد أننى لست فى حلم!، دلوقتى بنمد يد التعاون وافتكرنا أن فى مصر قوى سياسية أخرى؟، كانت فين هذه اليد منذ استفتاء مارس حتى الآن؟، وهل نحن كشعب وكقوى ليبرالية لا بد أن نصبح مثل بلدياتنا الذى ضرب ستين قفا على سهوة لكى نفهم أن الإخوان مراوغون لا عهد لهم!، هل لا بد أن نتلقى القفا رقم 61 حتى نفيق؟، هذه الرمال المتحركة أو بالأصح الطين المتحرك الذى نغوص فيه حتى عيوننا بسبب الإخوان والمجلس العسكرى، بيت جحا الذى دخلناه والذى فرض علينا الاختيار ما بين السرطان والورم الخبيث بسببهما، بداية من استفتاء مارس الذى جعلونا كفاراً فيه ولن ندخل الجنة لأننا اعترضنا عليه بما فيه المادة 28 التى بعد أن أصابتهم بشظاياها هرولوا للبكاء واللطم وطلبوا إلغاءها!!، أين كانت يد الإخوان الممدودة وقتها هل كانت للمصافحة والتعاون أم كانت لغرض آخر يدخل فى بند الخوزقة السياسية!!.

أين كانت يد الإخوان الممدودة للتعاون عندما قلنا لهم الدستور أولاً فعاندوا وأصروا وكأن الدستور طاعون، واكتشفنا أن اليد الممدودة كانت لجنة تأسيسية فى الخفاء منهم فيهم لتكتب الدستور على مزاجها، وكأننا نكتب كمبيالة لتجار مانيفاتورة وليس دستوراً لوطن!!.

أين كانت يدكم الممدودة يا إخوان يا مسلمين، وأنتم تتعالون على القوى السياسية التى أنتم واقعون فى عرضها الآن؟، أين كانت هذه اليد وأنتم تعدون ثم تنقضون العهد بعدها معتمدين على الذاكرة المصرية المتبخرة، من الترشح على أربعين فى المائة من البرلمان إلى وعد عدم السيطرة على لجانه إلى عدم الترشح على الرئاسة.. إلى كل الوعود التى أخذها غراب حب السيطرة والانتهازية والأنانية وطار!.

قولوها صريحة «إخوان فى خطر» وليس «أمة فى خطر»، أطلقوا على الأشياء مسمياتها الحقيقية وأوصافها الواقعية، عندما انخفضت نسبة التصويت لكم من 11 مليون فى انتخابات البرلمان إلى خمسة ملايين أحسستم بالخطر عليكم لا على الأمة، عندما أحس الشعب بتهريج أدائكم البرلمانى وهزاله وهزليته وقرر أن يعلن حجمكم الحقيقى فى انتخابات الرئاسة أحسستم بالخطر، وأعلنتم أن يدكم ممدودة، هذه اليد التى لعبت كثيراً فى الخفاء فى كل مسالك وسراديب القوى السياسية، التى لن تصدق الآن أن اليد التى كانت تخوزق صارت الآن يداً تدلك!!.

أكد مفتى الإخوان د. عبدالبر أن الوقوف فى وجه الرئيس القادم هو وقوف أمام الله!!، بالطبع هذا امتداد لشعارات الدعم الإلهى لمرسى الذى تساءلنا بعده هل من المعقول أن يحصد الدعم الإلهى خمسة ملايين صوت، بينما يحصد الدعم الشيطانى لباقى المرشحين عشرين مليوناً؟!!، أستغفر الله العظيم ويارب احمِ الإسلام من المسلمين.